قبل ساعات من إسدال الستار على عام 2011 عاد الشغب ليطل برأسه في
مسابقة الدوري المصري لكرة القدم، إذ شهد ملعب غزل المحلة أحداثاً مؤسفة
باجتياح جماهير المحلة الملعب احتجاجاً على عدم صحة الهدف الثاني للأهلي
في اللقاء المدرج ضمن المرحلة الـ 11 من المسابقة والذي توقف بعد نحو 10
دقائق من بداية الشوط الثاني، بينما كانت النتيجة 2-2 وهو مشهد مكرر لما
عرف إعلامياً بموقعة (أبو جلابية) التي شهدها استاد القاهرة في لقاء
الزمالك والإفريقي التونسي في دوري أبطال إفريقيا.
واشتعلت شرارة الأحداث بعدما سجل مدافع المحلة عمرو رمضان هدفاً في
مرماه، ومرت الكرة من الشباك من دون أن تستقر بها ما فجر الشك بعدم صحة
الهدف الذي أظهرت اللقطات التلفزيونية صحته، لتشتعل الأجواء بعد اعترضات
لاعبي غزل المحلة الذي اتبعها اجتياح الجماهير ملعب المباراة ومحاولة
الاعتداء على طاقم التحكيم، وحمل المقتحمون شماريخ في أيديهم، لتتوقف
المباراة وسط حال من الهرج في الملعب قبل أن تتدخل قوات الأمن لتخليه
تماماً من الجماهير.
ورصدت الكاميرات مشهداً مؤسفاً، إذ هرول الحكم ياسر عبدالرؤوف وسط
حماية رجال الأمن للخروج من الملعب خوفاً من بطش جماهير المحلة به، وتوجهت
جماهير المحلة إلى جماهير الأهلي في مدرجات الدرجة الثالثة لمحاولة
الاحتكاك بها لكن الجماهير (الحمراء) رفضت الانجراف لاستفزاز الجماهير
المنافسة وحافظت على هدوئها.
وغادر لاعبو الاهلي ملعب المحلة في سيارات الأمن المركزي خوفاً من هجوم بعض من جماهير المحلة الغاضبة لعدم استكمال اللقاء.
من جهته، أكد الحكم ياسر عبد الرؤوف أنه رأى الموت بعينه، ولهذا قرر
عدم استكمال اللقاء «بعد فشل إشعال الفتنة الطائفية والفتنة بين الجيش
والشعب، هناك الآن من يحاول إشعال فتنة كروية».
وتابع عبد الرؤوف في تصريحات تلفزيونية: «ما حدث لا يخرج عن فتنة، هذا ما يريدونه من قاموا بهذه الأفعال السوداء».
وكشف أن الحكم المساعد احتسب الكرة هدفاً وذهبت إليه لإبعاد لاعبي
المحلة عنه، وأن قراره كان حاسماً بأن الكرة هدف سليم 100 في المئة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي للاتحاد المصري عزمي مجاهد إن اللوائح
تمنح الأهلي الفوز على غزل المحلة 2- صفر «اللوائح واضحة وتنص على إذا
ارتكب جماهير فريق ما أحداثاً أدت إلى إلغاء المباراة فيعتبر الفريق
المنافس فائزاً 2-صفر والجميع يعي ذلك».
وتابع: «ليس هذا فقط بل يعاقب الفريق الذي ارتكبت جماهيره شغباً وهو غزل المحلة بنقل مبارياته خارج ملعبه ومن دون جماهير».
على الصعيد ذاته، حمل المدرب العام لغزل المحلة خالد أبو الفتوح الحكم
ياسر عبد الرؤوف مسؤولية أحداث الشغب «الحكم المساعد أكد لعبد الرؤوف أن
الكرة ليست هدفاً، وهو ما احتسبه».
وتابع: «ضغط لاعبو الأهلي على الحكم وأجبروه على تغيير قراره، وهو أمر غير مقبول بالمرة».
كما حمل حارس المحلة سامح علي الحكم والحكم المساعد مسؤولية أحداث الشغب: «اقسم بالله الكرة لم تدخل المرمى».
وفي المقابل، هاجم المحلل الفني لقناة الأهلي الشيخ طه إسماعيل جماهير ولاعبي غزل المحلة واكد أن ما حدث فى ملعب المحلة لعب «حواري».
وقال: «المحلة خسر امام الزمالك بالستة وبأخطاء تحكيمية ولم يعترضوا فلماذا أمام الأهلي يحدث ذلك».