أفردت الصحف العالمية والرياضية عناوينها مبرزة انهيار امبراطورية نادي برشلونة الإسباني بعد خروجه المهين على ملعبه ووسط أنصاره من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا على يد تشيلسي الإنجليزي الذي فاز عليه ذهابا في ستامفورد بريدج 1- وتعادل معه إيابا في كامب نو ليلة امس الثلاثاء 2-2 .
وكان قبله قد ودع تقريبا لقب الليجا المحلية بخسارته في معقله أيضا امام الغريم التقليدي ريال مدريد 1-2 لتنهال برقيات التعازي بتفكك أرجاء القلعة الكتالونية التي طالما صالت وجالت ورفعت الكؤوس خلال الأعوام الماضية.
وإذا كانت الصحف الإسبانية لعنت الحظ العثر الذي تخلى على البرسا في ليلة مشؤومة تقمص فيها نجم الفريق وأفضل لاعب في العالم، الأرجنتيني ليونيل ميسي، دور البطل الذي يرى نهايته بعدما أهدر ركلة جزاء كانت كفيلة بصعود فريقه للنهائي، فإن الصحف الإنجليزي نعتت لاعبي فريق تشيلسي ب"الأبطال" الذين تكفلوا بإنهاء أسطورة أفضل فريق في العالم "برشلونة".
بينما اهتمت الصحف الفرنسية بإبراز انتهاء السطوة الإسبانية واحتفلت بعدم امكانية إقامة لقاء كلاسيكو في نهائي الشامبيونز ليج بين البرسا وريال مدريد، الذي سيتحدد مصيره اليوم أمام بايرن ميونخ الألماني، مؤكدة أن هذا اللقاء شهد توديع ميسي لكرته الذهبية إلى غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ومن جانبها أكدت الصحف البرتغالية ان الطريقة المذلة التي خرج بها برشلونة من دوري الأبطال تعني انتهاء "امبراطورية التيكي تاكا" الخاصة بالفريق الإسباني، بينما شددت الصحف الألمانية على أن ميسي وركلة الجزاء التي أضاعها كانت السبب تحديدا في توديع فريقه للبطولة العريقة.
وفي إسبانيا عنونت صحيفة (ماركا) الرياضية ذائعة الصيت في صدر صفحتها "إنها النهاية الأشد قسوة لبرشلونة" مبرزة أن "القدر انتقم لهدف إنييستا القاتل" الذي تأهل به برشلونة قبل ثلاثة أعوام للنهائي على حساب تشيلسي أيضا، ليعيش نجوم البلاوجرانا نفس المأساة اليوم.
بينما نشرت صحيفة (آس) من جانبها صورة ليونيل ميسي وكتبت "ميسي بدد النهائي الحلم" في إشارة لتوقعات الصحافة هناك بنهائي أوروبي إسباني خالص بين برشلونة وريال مدريد.
أما صحف كتالونيا مثل "سبورت" و"موندو ديبورتيبو" فقد وصفت الخروج أمام تشيلسي ب"غير العادل"، فأبرزت "سبورت" ان برشلونة خرج مرفوع الرأس بعد كم الهجمات والسيطرة التي شنها على منافسه, بينما أضفت "موندو ديبورتنيبو" لون فريق برشلونة في صفحتها وقالت "ان تكون برشلوني فهذا أفضل شيء" و"عشاق برشلونة يجب ان يفتخروا بهذا الفريق الذي حافظ على أسلوبه لكن كرة القدم اسقطته".
وفي إنجلترا عنونت صحيفة (إندبندنت) "فلنحيي الأبطال" مبرزة الهدف التاريخي الذي سجله الإسباني فرناندو توريس في مرمى برشلونة ليصعد البلوز إلى النهائي مرفوعي الرأس "لقد اختار تشيلسي اللحظة الحاسمة للانقضاض على النهائي.
كما امتدحت (ديلي تيليجراف) الأداء "البطولي" للفريبق الإنجليزي، مبرزة الحل "الرائع والمثير للإعجاب" الذي طبقه الفريق لإنهاء سطوة برشلونة، وكذلك العمل الشاق لمدربه المؤقت الإيطالي روبرتو دي ماتيو.
فيما أكدت (تايمز) أن تشيلسي تحدى "كل ما هو منطقي" بوصوله لنهائي الشامبيونز ليج، وأنه أطاح ب"أفضل فريق في العالم". وكتبت في صدر صحفتها "إنه أمر لا يصدق، ببساطة أمر لا يصدق".
وعلقت صحيفة (جارديان) أن البلوز تأخروا بهدفين نظيفين ولعبوا أمام أفضل فريق في العالم بنقص عددي "لذا فقد بدا تشيلسي ميتا أو مدفونا، لكنه صارع حتى وصل إلى نهائي دوري الأبطال".
واضافت أن هذا الفريق أكد أن الدفاع أهم كثيرا من الهجوم، بعدما اتحد جميع لاعبيه في الخلف، ليفوزوا في النهاية بمجموع المباراتين 3-2.
أما في فرنسا، فعنونت صحيفة (ليكيب) "تشيلسي البطولي يصل لنهائي دوري الأبطال ويطيح بميسي ورفاقه الذين سقطوا في ملعبهم".
وبدت الصحيفة سعيدة بأن "برشلونة وريال مدريد لن يلعبا نهائي أوروبي في كلاسيكو إسباني خالص".
وأضافت "توقعنا أننا لن نشاهد إنتر ميلان آخر بقيادة (جوزيه) مورينيو ليطيح ببرشلونة من دوري الأبطال، لكن هانحن وبعد عامين فقط نعثر على فريق آخر أكثر دفاعا ليهزم حامل اللقب والمرشح الأكبر لإحراز الكأس".
وأشارت إلى "الكتالونيون ظنوا أنهم بعد التقدم 2-0 وطرد جون تيري فإن الحظ سيلازمهم أخيرا، لكنهم بالغوا في هذا التفكير".
واعتبرت (ليكيب) أن ميسي أفلت من يديه امس الكرة الذهبية لغريمه في ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو.
بينما اشارت صحيفة (لو باريزيان) ان "خط الدفاع المزدوج لتشيلسي منحه جرعة توفيق لأن برشلونة سدد الكرة في القائم والعارضة أربع مرات خلال لقائي الذهاب والعودة.
ونشرت (لو فيجارو) "معركة بطولية من تشيلسي" أسقط فيها "أفضل فريق في العالم بملعبه كامب نو".
وحللت صحيفة (أبولا) الرياضية البرتغالية اسباب سقوط مملكة برشلونة، كما سقطت روما التي طالما سيطرت على حكم أوروبا لعقود، بحسبها. مؤكدة أن هذا الخروج يمثل نهاية لتفوق برشلونة في كرة القدم الأوروبية.
وقالت الصحيفة "كما سقطت روما، فهل ستسقط أيضا امبراطورية "التيكي تاكا" لبرشلونة؟" والمعتمدة على التمرير السريع للكرة وسط فراغات ضيقة وصولا لمرمى الخصم.
واعتبرت أن برشلونة وصل لنهاية هذه المرحلة "الرائعة" التي استمرت خمس سنوات، لكنها اكدت أن لاعبيه يستحقون "الإشادة والتكريم" للألقاب التي حققوها بين عامي 2006 و2011 وخاصة مدربهم جوسيب جوارديولا التي وصفته ب"السيزار".
واضافت "هذا تسقط كرة القدم الرائعة لكن تبقى الاسطورة" متوقعة أن يصعد ريال مدريد الغريم التقليدي لبرشلونة على قمة هذه الامبراطورية، حال تأهله للنهائي وفوزه باللقب الأوروبي العريق، الذي سيكون العاشر في تاريخه.
واتفقت صحيفة (بوبليكو) ان فريق البلاوجرانا يعيش "لحظات الأكثر سوادا في عهد جوارديولا" مشيرة الى ان "هدف البرازيلي راميريس ألغى المنافس، وان ركلة الجزاء الضائعة من ميسي تكفلت بإقصائه نهائيا".
وفي ألمانيا اتفقت الصحف على أن ركلة الجزاء الضائعة من ميسي كانت حاسمة لتوديع برشلونة للبطولة، فنشرت صحيفة (بيلد) "ميسي يضيع برشلونة بركلة جزائه غير الموفقة".
واعتبرت خروج الفريق الإسباني من البطولة بمثابة "الفرصة" لفريق بايرن ميونخ الألماني لإقصاء غريمه ريال مدريد والتأهل للنهائي على ملعبه أليانز أرينا.
وتسائلت الصحيفة "ماذا يحدث لميسي؟ لم يستطع التسجيل ضد تشيلسي في ثماني مباريات" مشيرة إلى أن عمالقة كرة القدم أيضا يفقدون أعصابهم لدى تسديد ركلات الجزاء.
ووصفت (بيلد) تأهل تشيلسي للنهائي ب"المفاجأة غير المتوقعة" ليصبح بايرن هو المرشح الأوفر لنيل اللقب إذا ما تخطى نصف النهائي اليوم.
ومن جانبها نشرت صحيفة (فرانكفورت أليجماينه) "تشيلسي حطم حلم برشلونة للدفاع عن لقبه" مبرزة ان ليونيل ميسي كان اللاعب التراجيدي في اللقاء "اضاع ركلة جزاء في العارضة وسدد تصويبة في القائم".
ونشرت صحيفة (جازيتا ديللو سبورت) الإيطالية في صدر صفحتها "ميسي خان برشلونة".وذكرت ان تشيلسي تراجع للخلف بخطين دفاعيين صلبين للغاية، أغلق بهما جميع المساحات على برشلونة.
وأوضحت أن بيب جوارديولا مدرب برشلونة دفع بكوينكا لخلق مساحات لكن أشلي كول كان أفضل منه في البلوز، لذا فقد حاول لاعبو البرسا اختراق هذه التكتلات دون نجاح في النهاية.